يشكّل واقع ارتفاع أعداد الخريجات مقارنة بالخريجين من تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في منطقة الشرق الأوسط، محورًا أساسيًا ضمن اهتمامات دول المنطقة للاستفادة من هذا المورد القيّم، الذي يأتي في سياق طفرة - غير مسبوقة - لمشاركة المرأة في سوق العمل، والتي من المتوقع أن تبلغ قيمتها الإجمالية في اقتصاد دول المنطقة حوالي 2.7 تريليون دولار أميركي بحلول العام 2025.
ويتحقق ذلك في وقت تعزز فيه رائدات الأعمال من مساهماتهن في اقتصاديات الشرق الأوسط، حيث تتنبأ الإحصائيات بنمو متزايد لحصة النساء في المشاريع المولدة للفرص الوظيفية - التقنية والمهنية - سيصل لأكثر من الضعف بحلول عام 2030، وعليه، فقد أصبحت مسألة دعم وتشجيع رائدات الأعمال ذات أولوية كبرى بالنسبة لدول منطقة الشرق الأوسط لضروراتها الاقتصادية والاجتماعية، بالنظر إلى مردودها الكبير على مستويات الرخاء في تلك الدول.
ويتجسد ذلك الاهتمام في العديد من البرامج التي تبادر بها قطاعات الأعمال - العام والخاص - لرفع جاهزية النساء في مجال ريادة الأعمال، والذي يشهد بدوره تسارع في استحداث المهن والفرص الواعدة، وينتج عن ذلك ارتفاع ملحوظ على أعداد رائدات الأعمال وتزايد حصتهن ضمن القوة العاملة.
تهيئة البيئة الداعمة لرائدات الأعمال
تواجه رائدات الأعمال في مختلف أنحاء العالم تحديات ترتبط بالوصول إلى الفرص الاستثمارية، وهو ما حدا بالعديد من دول منطقة الشرق الأوسط بوضع الخطط الكفيلة لمعالجة تلك التحديات عبر تقديم حلول مبتكرة من أجل تهيئة البيئة الداعمة والمشجعة لهن.
وفي هذا السياق، يبادر القطاع الخاص بطرح باقة واسعة من البرامج النوعية والمركزة التي تنبع من فهم عميق للتحديات، ونشير هنا إلى مبادرة She WINS Arabia التابعة للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي تدعم حوالي 200 رائدة أعمال لتشغيل وقيادة الشركات الناشئة في المنطقة من خلال إتاحة الحلول المالية وخدمات الإرشاد والتوجيه.